أشعت مشاعر الفرح ولهفة الشوق عندما علم هذان الزوجان أن نتيجة الحمل التي ينتظرانها لن تأتي بمولود واحد فقط، بل باثنين: توأم. قاما بتجهيز كل ما يلزم للترحيب بالصغيرين القادمين، وتزايد الترقب يوما بعد يوم، لكن بعد وقت قصير من الولادة، انقلب كل شيء رأسا على عقب. فلم تكن الأم مستعدة للتعامل مع الوضع الجديد، وتفاجأت بخبر مرعب أثر عليها وعلى زوجها. ترى ما الذي حدث؟ تعال معنا لنروي لك قصة أمّ لم يتوقع تفاصيلها أحد.
مشكلة مزدوجة تلوح في الأفق
تسارعت نبضات قلب الزوجين ليلي وبراديب وهما يتفحصان صورة أشعة اختبار الحمل. لقد اشتاقا لإنجاب طفل، لكنهما لم يتوقعا أبدا أن يكون نصيبهما توأم! عرف الزوجان أن حياتهما ستتغير إلى الأبد، واختلطت لديهما مشاعر الفرح والخوف. وقد علما الآن أن قضاء ليالي بلا نوم والانهماك في واجبات أمومية وأبوية مرهقة سيصبح جزءا لا يتجزأ من حياتهما، لكنهما أدركا أن عليهما مواجهة التحدي.
مع مرور الأيام، اهتم الزوجان بكل التفاصيل وهما يتجهزان للترحيب بالتوأم الصغير. لكن هل سيكونان مستعدين لما سيأتي؟
في يوم ولادة التوأم
أخيرا استقبلت ليلي وبراديب مولوديهما بفرحة عارمة طال انتظارها. كان الحمل سليما وتمت عملية ولادة خالية من المتاعب، فلم يكن بإمكان الزوجين أن يحلما بشيء أفضل من ذلك. عندما وصل التوأم بأمان في الموعد المحدد بالضبط، فرح الزوجان كثيرا، لكنهما لم يعلما أن سعادتها كانت على وشك أن تتحول إلى اختبار صعب. فهل سينهار الحلم بتكوين أسرة مثالية؟
أثناء الاستعداد لمغادرة المشفى والعودة إلى المنزل، كان هناك خبر غير متوقع في انتظارهما، تركهما في حالة من الذهول.
وجع مفاجئ في البطن
اعتقدت ليلي أن ما تشعر به لا يعدو أن يكون مجرد بقايا وجع في بطنها من أثر من الحمل والولادة، ولكن مع مرور الساعات، أصبح الألم الذي لا يطاق غير قابل للتفسير، مما جعلها تشعر بالقلق. لم تكن تعرف ما إذا كان عليها أن توقظ زوجها وتشرح له الأمر أم أنها تستطيع الصبر حتى يختفي الوجع.
ظلت مختلف الاحتمالات تدور في ذهنها، وكانت تشعر بالخوف أكثر وأكثر، لكنها حاولت النوم.
حين أصبح الألم لا يطاق
حين أدركت المرأة أن هذا الألم من النوع الذي لا يمكنها التخلص منه لوحدها. وتزايد الضغط على جسدها حتى صار من الصعب عليها القيام حتى بالمهام البسيطة. ولم تجلب لها بضعة أيام من الاسترخاء أي راحة، كشفت لزوجها براديب عن معاناتها. كانت خائفة جدا وقد أزعجتها فكرة العودة إلى المستشفى مع بقاء طفليها حديثي الولادة في المنزل.
لكن ليلي لم تعد قادرة على تحمل الألم وأدركت أن الوقت قد حان لتقول شيئا لزوجها، ولكن ترى ماذا ستكون ردة فعله؟
لماذا أخفت السر عن زوجها؟
صدم براديب عندما كشفت له ليلي عن ألمها الغريب، وانزعج منها عندما أدرك أنها أبقت الأمر سرا لوقت طويل. إنهما يتشاركان كل شيء في هذه الحياة، أو هكذا كان يظن، فكيف يمكنها التظاهر بأنها على ما يرام وهي مريضة؟ ولماذا انتظرت كل هذا الوقت لتخبره؟ دارت كل هذه الأسئلة في رأسه بسرعة، لكنه أراد فقط التأكد من أنها بخير.
بصفته زوجها ووالد توأمهما، لم يستطع الرجل فهم سبب عدم مصارحتها له وطلبها المساعدة منذ البداية. وجعله هذا يشك إن كانت تخفي عنه المزيد.
المسارعة إلى المستشفى
في الوقت نفسه لم يصدق براديب أنه لم يلاحظ أي علامات على ألم ليلي أو تدهور صحتها، وقد لام نفسه وشعر بالتقصير في ذلك. كان مستغرقا تماما في تدبر أمر التوأم الجديد لدرجة أنه لم ينتبه لمعاناة زوجته. المهم أنه قرر أن يأخذها إلى المستشفى على الفور، فوافقت. وبينما كان يقود السيارة، اشتد الألم على ليلي حتى شرعت في البكاء، وزوجها يحاول تهدئتها بلا جدوى.
قبل الوصول، عرف الرجل أنه قلل من خطورة حالة زوجته. وعرف أن لا وقت كاف أمامه، فسارع إلى المستشفى ليجد لغزا محيرا في انتظاره.
وبقيت ليلي تتألم لساعات...
كان براديب يأمل أن يخفف الفريق الطبي من آلام ليلي، ولكن عندما دخل بها إلى غرفة الطوارئ، وجد مجموعة كبيرة من المرضى الذين يعانون من حالات مختلفة في انتظار أدوارهم. ومع مرور الوقت، كان يرى الألم في عينيها، فكرر مناشداته اليائسة للممرضات للسماح بدخول ليلي، بدون أن يفلح.
حاول ما أمكن أن يجد حلا، لكن كل ما أمكنه فعله في النهاية هو الانتظار. كان يرى الوقت ينفد وهو في حالة شديدة من الذعر.
ليلي لم تعد قادرة على الصمود لفترة أطول
تظاهرت ليلي بالهدوء، ولكن الجميع كان يرى الألم باديا على وجهها. انتظرت المناداة عليها إلى غرفة الطوارئ وهي تشعر أنها يمكن أن تفقد الوعي في أية لحظة. وكان زوجها براديب يراقبها بلا حول ولا قوة، ويتساءل كم يمكنها أن تتحمل بعد، وقد مرت أربع ساعات طوال بلا أمل. أخيرا، كسرت ليلي صمت القاعة وصرخت بشدة، متوسلة براديب أن يفعل شيئا.
توجه براديب إلى الممرضات طالبا المساعدة، لكن الرد لم يكن سوى المزيد من الانتظار لساعات أخرى. فكم من الوقت يمكنها التحمل أيضا؟
نداء لطلب المساعدة
قبل أن يتوجه براديب وليلي إلى المستشفى، اتصل بوالديه للحصول على المساعدة في رعاية التوأم في البيت، ولم يتردد الجدّان في الإسراع للاعتناء بالتوأم حديثي الولادة حتى يمنحا الوالدين فرصة الذهاب إلى مشفى الطوارئ. ولكن بعد كل هذا الانتظار، عرف براديب أنه لابد أن يتصل بوالديه مجددا ليرى كيف تجري أمور رعاية التوأم معهما طوال الليل.
عندما شرح خطورة الوضع، طمأنه والداه وقالا إنهما سيواصلان مراقبة الأطفال، وما عليه إلا أن يركز مع زوجته.
ليلي تعاني من ألم شديد لدرجة أن أغمي عليها في غرفة الطوارئ
اهتز جسد ليلي وهي تمسك بيد زوجها وتقاوم دموعها! كانت تعاني من ألم شديد لدرجة أنها لم تعد قادرة على تحمله بعد الآن، فبدت شاحبة وسقطت فجأة على الأرض وأغمي عليها. صرخ براديب مناديا الممرضات، فهرع الفريق الطبي أخيرا لمساعدتها، ولكن كان الأوان قد فات لمنعها من الوصول إلى نقطة الانهيار.
هدأ براديب لأن زوجته حصلت أخيرا على فرصة لتلقي المساعدة ولكنه كان خائفا جدا في الوقت نفسه، ويتوق لمعرفة لماذا عانت فجأة من هذا الألم.
حيرة الأطباء في تشخيص المرض
أغمي على المرأة لمدة قبل أن تستيقظ في غرفة معقمة بالمستشفى. وبينما كانت عيناها تتكيفان مع الضوء، التفتت للبحث عن زوجها صارخة: "أين هو؟". كان براديب هناك معها بالطبع، لكن ليلي لم تتعرف عليه في البداية. ثم أدركت أخيرا أنها في غرفة الطوارئ في حالة يرثى لها.
عاودها الألم والضعف الشديد، بينما كان الأطباء إلى جانبها يبذلون ما في وسعهم، وهذا هو ما طمأنها قليلا.
المطالبة بإجراء اختبارات دم فورية
طرح الأطباء أسئلة لا نهاية لها على ليلي وبراديب. وعندما سئلت المرأة عما إذا كان لديها أي أطفال، فأجابت أنها أنجبت منذ بضعة أسابيع فقط. وهنا ظهر تعبير مفاجئ على وجوه الأطباء أثار قلقهما. تم الاحتفاظ بليلي في المستشفى رسميا وخضعت لاختبارات دم كثيرة، بينما كان براديب يتساءل محتارا ما الذي يمكن أن يكون قد أصابها؟
هل كان الأطباء يخفون عنه شيئا ما؟ هل ستتمكن ليلي من العودة للعناية بأطفالها حديثي الولادة مرة أخرى؟
لا قدرة على الانتظار لفترة أطول
بفارغ الصبر، ظلت ليلي وبراديب ينتظران نتائج الاختبارات، وكانت كل ثانية تبدو كأنها قرن أبدي من الزمن. وعلى الرغم من الاستفسارات والتحاليل التي لا نهاية لها، لم يكن لدى أحد أدنى فكرة عن مرض ليلي حتى الآن. وكل ما فعله الأطباء هو الانتظار بصبر للحصول على النتائج. كانت ليلي تعاني من آلام شديدة زاد منها خوفها من المضاعفات الصحية المحتملة.
وحتى مع العديد من الأدوية المسكنة للألم، لم تكن قادرة على تحمل هذا الوضع، وأرادت فقط أن تعرف ما الذي كان يحدث معها.
والدا براديب لا يستطيعان رعاية التوأم
تماما كما اعتقد براديب، ساءت الأمور أكثر حين وصلته رسالة من والديه يخبرانه أن عليهما المغادرة بسبب موعد مهم، ولن يبقى أحد في البيت للعناية بتوأم براديب وليلي! لم يكن ترك ليلي بمفردها خيارا متاحا، لكن لم يكن أمام براديب أي حل آخر يلجأ إليه، فقد كان عليه أن يعود بسرعة إلى البيت لرعاية الصغيرين.
بينما كان يستعد للمغادرة، دخلت الممرضة غرفتهما وقالت إن ليلي بحاجة إلى إجراء فحوص بالموجات فوق الصوتية.
إجراء المزيد من الاختبارات الطبية
نقل طاقم المستشفى ليلي إلى مكان آخر لإجراء الفحوصات المطلوبة، تابعها براديب بعينيه وهي تختفي في غرفة الفحص، متمنيا أن يكون بجانبها. ولكن لم يكن أمامه خيار سوى العودة إلى المنزل لرعاية الأطفال. كان متوترا ومتوجسا مما سيحدث بعد رحيله، ويدعو من أجل الحصول على نتائج فحوص سريعة.
أكدت له الممرضة أنهم سيخبرونه بمجرد حصولهم على أي نتائج أو فكرة عما يجب عليهم فعله بعد ذلك.
ليلي خائفة من نتائج الموجات فوق الصوتية
استلقت ليلي على سرير المستشفى، وكان جهاز الموجات فوق الصوتية يشغل نصف الغرفة. كانت خائفة لكنها طمأنت نفسها بأن الأطباء يقومون بعمل جيد في إجراء الفحوصات، وسرعان ما سيتمكنون من معرفة سبب الألم. كان عقلها منقسما بين القلق على صحتها وبين التفكير في زوجها وتوأمها. وفجأة سبب لها الطبيب ذعرا شديدا حين أخبرها أنها بحاجة إلى عملية جراحية طارئة، ودون أي تفسير.
أي مرض يمكن أن يكون؟ شعرت ليلي بالخوف والعجز مرة أخرى، لكنها استسلمت لمصيرها خاصة وقد قال الأطباء أنه ليس هناك وقت للانتظار.
لا أحد يعرف ما يحدث مع ليلي
لحسن الحظ، انتظر والدا براديب مع التوأم لفترة أطول قليلا، بينما كان الطبيب يخبره، وتعابير وجهه لا تبشر بخير: "إنها أخبار سيئة يا براديب. لقد أظهرت الموجات فوق الصوتية شيئا مثيرا للقلق، ونحن بحاجة إلى إجراء المزيد من الاختبارات". هل ستنجو ليلي من هذا؟ ما الذي أظهرته الموجات فوق الصوتية؟ تساءل الرجل.
هل سيضطر لتربية أولاده بمفرده؟ كان المستقبل المجهول يثقل كاهله، وظل تائها في المستشفى يحاول التقاط أنفاسه.
براديب يريد الإجابات الآن...
انتظر براديب بقلب منقبض والوقت يمر عليه ببطء شديد. رأى ذكريات اليوم الذي ولد فيه توأمه، واسترجع السعادة التي بدأت تلون حياته ساعتها. لم يصدق ما جرى معهما، وهذا التغير المفاجئ بينما كانت ليلي تستعد للاستمتاع بكل لحظة بحمل أطفالها بين ذراعيهما. ولكن كل شيئ أمسى الآن موضع تساؤل.
تعب من البقاء في غرفة الانتظار مرة أخرى. وبدا له أن الطبيب غير واثق مما يقول، وكأنه مازال يخفي عنه شيئا عندما نقل له الخبر، مما جعله أكثر قلقا.
براديب خائف من فقدان زوجته
كان قلب براديب يخفق بقوة ويداه ترتجفان، بينما كان ينتظر بفارغ الصبر أخبارا عن نتائج الموجات فوق الصوتية التي أجريت لزوجته. قال الطبيب إنهم رأوا شيئا ما وقد يحتاجون إلى إجراء عملية جراحية. ذهب براديب إلى كافتيريا المستشفى لبعض الراحة وهو لا يعرف كم من الوقت قد يستغرقه الطبيب قبل الخطوة التالية.
تمشى بين قاعات المستشفى واحتسى القليل من الشاي، ولم يستطع منع نفسه من التوجس ما إذا كانت ستصله أخبار سيئة. هل سيعيش توأمه بدون أم؟
لحظات من الصفاء
راودت براديب الكثير من الأفكار، وهو يحاول أن يبقي على بصيص من الأمل. نسى كل التعب الذي شعر به أيام حمل زوجته إلى حين وضعها وجلب الصغيرين من المستشفى! كان ساعتها يتمنى فقط أن يتمكن من العودة إلى المنزل متحمسا لبدء الفصل التالي من حياته الأسرية. لكن ها هو الآن ينتظر بفارغ الصبر نتائج اختبار الموجات فوق الصوتية الذي أجرته ليلي واحتمالات العملية الجراحية المحتملة.
لم يكن واثقا ما إذا كان بإمكان أسرته الخروج من هذا المأزق أكثر قوة، أم أن كل شيء سينهار من حوله. هل كان يبالغ في خوفه؟ أم أن الوضع في الحقيقة أسوأ من ذلك.
العودة لرعاية التوأم الصغير
قضى والدا براديب كل لحظة ممكنة مع حفيديهما، لكن وضع ليلي الصحي طال أكثر مما توقعا مما تركهما في موقف صعب. كانا يريدان مساعدة ابنهما وزوجته، إلا أن التزامهما السابق بموعد محدد منعهما من الانتظار لفترة أطول. كان براديب يحاول البقاء قدر استطاعته، لكن الأوان قد حان للعودة.
أسرع براديب إلى المنزل تاركا ليلي وحدها في المستشفى. لقد كان الوضع صعبا على الجميع، لكنهم كانوا مصممين على تجاوزه.
ليلي تواجه مصيرها وحيدة
نامت ليلي على السرير تنتظر بفارغ الصبر أخبارا من الأطباء بشأن فحصها بالموجات فوق الصوتية. افتقدت طفليها حديثي الولادة وشعرت أنه ليس من الجيد أن تبتعد عنهما لفترة طويلة. وفي محاولة يائسة لإلهاء نفسها، شهدت القنوات التلفزيونية وتصفحت هاتفها محاولة عدم التفكير في الألم أو الوضع المحير الذي كانت فيه.
كانت تتمنى أن يأتيها شخص ما بخبر مفرح، أو أي شيء يخفف عنها الألم والذعر الذي شعرت به في المستشفى.
البقاء في المستشفى طوال الليل
شعرت ليلي بنوع من الارتياح عندما دخلت ممرضة، لتقطع عليها صمتها. ومع ذلك فإن النظرة على وجه الممرضة بددت آمال ليلي، فقد أبلغتها أنها ستضطر إلى قضاء الليلة في المستشفى تحت المراقبة. فكرت على الفور في زوجها براديب وطفليهما التوأم وقد كانت فكرة قضاء الليلة بعيدا عنهم مخيفة.
اتصلت برقم براديب لتشرح له الوضع، وعلى الرغم من تردده في البداية، طمأنها بأنه سيتدبر أمره ويكون على ما يرام. لكنها بالطبع شرعت بالقلق في صوته.
ليلي بعيدة عن توأمها لأول مرة
شعرت ليلي بالقلق والوحدة رغم أن صوت براديب على الهاتف منحها إحساسا بالطمأنينة. أطلعته على حالتها في انتظار ما سيقوله الطبيب صباحا بعد قضاء الليلة في المستشفى. وأخبرها بما يفعله مع التوأم في المنزل موضحا أن الطفلين في حالة جيدة تماما. لقد كانا بخير، لكنها تشتاق إليهما.
على الرغم من صعوبة وضعها، إلا أن ليلي استسلمت أخيرا لفكرة قضاء الليلة منفصلة عن أسرتها، محاولة إيجاد الدعم في حب زوجها الذي عبر عنه على الهاتف.
لا نوم في المستشفى
كان قلب ليلي مثقلا بالهموم فظلت مستيقظة على سرير المستشفى، تتابع ما يفعله الطاقم الطبي، وتستمع لأصوات هدير الآلات، وتتخوف من نتائج الاختبار التي تلوح في الأفق. لم تستطع النوم، فقد كان عدم وجود عائلتها بجانبها يشعرها بمزيد من الضيق. لكن لم تكن تريد أن تصدق أن وضعها الصحي يتدهور رغم القلق المتزايد.
مع حلول الصباح، استفسرت ليلي الممرضة دون الحصول على جواب مقنع، فكان عليها أن تنتظر بفارغ الصبر وصول الطبيب.
شيء خطير غير معروف
استيقظ براديب مبكرا وأحضر التوأم لزيارة ليلي في المستشفى. عندما دخلوا غرفتها، انفجرت باكية من الفرحة لرؤية أحبائها. ولم تدم لحظة فرحتها بهم طويلا، إذ وصل الأطباء ومعهم نتيجة مثيرة للقلق: لقد تم اكتشاف شيء خطير بعد الفحص بالموجات فوق الصوتية، ولم يتعرفوا عليه بعد. أصيبت ليلي وبراديب بالصدمة.
كان على الأسرة التي عاشت للتو لحظات فرح بمعنويات عالية أن تواجه الآن مستقبلها الغامض، على أمل ألا يكون الأمر خطيرا للغاية.
الخيار الوحيد هو الجراحة الطارئة
أوضح الأطباء أن الحل الوحيد هو إجراء عملية جراحية طارئة. فلم يستطع براديب أن يفهم لماذا على زوجته أن تخضع لهذا بعد وقت قصير من الولادة، كان يعرف أن جسدها الهش لا يزال يتعافى من المخاض والوضع، ولا يمكنها إجراء عملية جراحية. لكن الوقت يمضي وكان على ليلي أن تتخذ قرارها. تأملت في عيون مولوديها وأدركت أن أمامها خيارا واحدا فقط: الجراحة.
وقعت على الأوراق وتم نقلها على الفور إلى غرفة العمليات، والدموع تنهمر على وجهها، وكانت تعلم أنها ستتحمل كل شيء من أجل أطفالها.
حان الوقت لإجراء عملية جراحية
لم يكن أمام ليلي خيار سوى مواجهة خوفها من الجراحة إذا أرادت أن تعيش وتشاهد أطفالها يكبرون. وافقت على إجراء العملية، واثقة من خبرة الأطباء وحب عائلتها المنتظرة في الخارج. لم تحصل على الكثير من التفاصيل، لكنها تثق بالأطباء وتعرف أنهم إن قالوا أن هذه حالة طارئة وأن الجراحة هي الخيار الوحيد، فلا بد أن يكون هذا صحيحا.
حملت قبلة وداعها لبراديب وطفليها كل ما استطاعت من حب وعاطفة، وتظاهرت بأنها قوية. فماذا سيجد الأطباء الآن؟ وما هذا الخطر العاجل؟
قلق إلى ما لا نهاية
ظل براديب في غرفة الانتظار مع التوأم، يسكنه الخوف ويسيطر عليه القلق. وبينما كان يحتضن أطفاله، تردد صدى عقارب الساعة في رأسه محاولا البقاء متفائلا، كان أطفاله يبكون وهو وحيد حزين تماما، على أمل أن تنتهي هذه المحنة ويعود بطفليه وزوجته إلى المنزل.
ثم غمرت الأفكار السوداء عقله: ماذا لو حدث خطأ ما أثناء الجراحة؟ هل سيرى زوجته مرة أخرى؟ هل يمكن أن يكون تشخيصها خاطئا؟
الانتظار بلا حول ولا قوة
بينما كان براديب يحدق في ساعته، محاولا حساب الوقت منذ إدخال ليلي إلى قاعة الجراحة. كان القلق العاصف بقلبه لا يوصف، ولم يجد أي طريقة لتهدئة نفسه أو توأمه المضطربين ولم يستطع التوقف عن التفكير بنتيجة هذه الجراحة. ثم قرر أن يتصل بوالدته ويرى ما إذا كان بإمكانها الحضور إلى المستشفى. فقد كان بحاجة حقا إلى بعض الدعم.
استغرقت الجراحة وقتا طويلا، وكان براديب القلق يأمل أن يكون كل شيء على ما يرام.
والدة براديب تقدم المساعدة مجددا
شعر براديب بارتياح فوري عندما ظهرت والدته في غرفة الانتظار. هدأه منظر وجهها المألوف، وأراحته مساعدتها له في رعاية التوأم. وعلى الرغم من أنه شعر بخير للحظة، إلا أن عقله عاد على الفور إلى التفكير بليلي وجراحتها. هل كان هناك خطأ ما؟ لماذا استغرق الأمر وقتا طويلا؟
في الواقع، لم تهدأ أعصابه، فقرر براديب أن يتجول في أروقة المستشفى قليلا لعله ينسى.
براديب على حافة الانهيار
كان براديب ينتظر بفارغ الصبر أخبار الجراحة التي أجريت لزوجته، وقلبه غارق في الهموم. وعندما وصل الطبيب أخيرا، أوضح أن الجراحة كانت معقدة والنتائج غير مؤكدة. طالب براديب بإجابات أوضح، لكن الطبيب أصر على أنهم غير متأكدين بعد، ورفض طلب براديب برؤية زوجته.
أصبح براديب غاضبا، وبعد ساعات من القلق والحيرة، فقد أعصابه. وبدأ بالصراخ على الطبيب ليسمح له برؤية زوجته، حتى تم استدعاء أمن المستشفى لإخراجه.
تسبب في الفوضى وكان على وشك أن يطرد
بسبب إحباطه، لم يتمكن الرجل من قبول مبررات أطباء ورجال أمن المستشفى لإبعاده عن زوجته. وبينما كانت أمه تراقب التوأم، هرب براديب من المراقبة وراح يتجول في متاهة الممرات بحثا عن غرفة عمليات زوجته. كان يرى نفسه بطلا مستعدا لأن يحمي زوجته من أي شيء.
لكن تصرفاته لم تؤدّ إلا إلى تفاقم الأمور، حيث طارده حراس الأمن الغاضبون وحاولوا إخراجه من المشفى نهائيا.
كان يريد فقط إعادة ليلي إلى المنزل
تسارعت دقات قلب براديب وهو يركض بشكل محموم عبر قاعات المستشفى، مناديا باسم زوجته ليلي. عندما سمع أخيرا صوتها من إحدى القاعات دخل ورآها لبضع دقائق قبل وصول حراس الأمن وإخراجه من المكان. كان ذلك كافيا لطمأنته أنها بخير. ولكن بمجرد عودته إلى المنزل، شعر بالذنب لأنه تركها هناك بمفردها.
عادت والدته إلى المنزل معه لمراقبة الأطفال. لكن كان عليه أن يفعل المزيد لمعرفة ما حدث مع ليلي ويعيدها إلى المنزل.
مغامرة التسلل إلى المستشفى في منتصف الليل
كان براديب يعاني من الإرهاق والقلق متلهفا لمساعدة زوجته. وفجأة خطرت بباله فكرة متهورة، فقرر أن ينفذها. وبينما كانت والدته نائمة في غرفة التوأم، غادر المنزل وعاد بالسيارة إلى المستشفى وقد عزم أن يتسلل إلى الغرفة التي كانت فيها زوجته.
عندما وصل إلى الغرفة كانت فارغة. فتزايدت حيرته وقلقه ولم يعرف ماذا يفعل. ترى هل زوجته بخير وأين أخذوها؟
أراد رؤية زوجته بأي ثمن
رفض براديب التراجع حتى يجد زوجته ليلي. قام بتفتيش كل غرفة في الرواق حتى عثر عليها ورأى وجهها وهي تنام بهدوء. دفعه الارتياح والشوق الذي شعر به إلى الاقتراب والإمساك بيدها، والنوم بجانبها. في الصباح، وصلت الممرضة إلى الغرفة ورأته فأخبرته على الفور أن عليه المغادرة.
شرح لها ما حدث معهما منذ البداية، فشعرت بالفزع متعاطفة معه، وسمحت له بالبقاء في الغرفة بجانب زوجته.
سعادة باللقاء وخوف من النتائج
سئم الزوجان الانتظار ولكن لم يكن لديهما خيار آخر، بعد أن أخبرتهما ممرضة أن الأطباء قالوا إنهم بحاجة إلى ثلاث ساعات أخرى قبل النظر في النتائج على أمل الحصول على إجابات حاسمة. هل هو مرض غير طبيعي؟ ماذا حدث أثناء الجراحة؟ لماذا استغرقوا كل هذا الوقت الطويلا قبل ظهور النتائج.
لم يكن الانتظار مريحا بالمرة. وكان لديهما إحساس سيء يتضاعف كلما زادت المدة التي يستغرقها ظهور نتائج التحاليل. لقد كان الزوجان خائفين جدا من احتمالات الأخبار السيئة.
محظوظة بالبقاء على قيد الحياة بعد الجراحة
بعد ساعات قليلة، عاد الأطباء إلى الغرفة مستعدين للكشف عن نتائج الجراحة التي أجريت لها. كشف الجرّاح أن قلب المرأة توقف مرتين أثناء العملية، مما استلزم استخدام جهاز مقاوم الرجفان. على الرغم من ذلك، كانت الجراحة ناجحة. صرخ براديب في حالة صدمة، متسائلا عن سبب عدم إبلاغه بهذه المضاعفات من قبل، بينما كانت ليلي ممتنة لكونها على قيد الحياة ولكنها في حيرة من أمرها.
وكان لدى الأطباء المزيد من الأخبار لمشاركتها مع السيدة وزوجها. طلبوا من براديب أن يهدأ ويجلس بينما يكشفون لهما التفاصيل.
تشخيص حالة ليلي
تسارعت دقات قلب ليلي عندما بدأ الطبيب يشرح وضعها: لقد وجدوا كتلة كبيرة على المبيضين، وكان من الضروري إجراء عملية جراحية لإزالتها. لم يكن الإرهاق والألم اللذين كانت تعاني منهما مجرد حوادث عارضة بل نتيجة لنمو كتلة غريبة. ولإنقاذ حياتها، لم يكن أمام الطبيب خيار سوى إزالة كلا المبيضين.
ساد الصمت المكان وسالت الدموع على وجهي الزوجين معا. وهما يحاولان إيجاد كلمات للتعبير عن إحساسهما. لقد كانت لحظة حزن عصيبة.
نعمة الأبوة والأمومة
بعد عملية محفوفة بالمخاطر، تقبلت ليلي وبراديب واقعهما الجديد وقد أدركا أن المستقبل الذي كانا يرسمانه لعائلتهما تغير نوعا ما. كانا ممتنين لإنجابهما توأما قبل هذه الحادثة، إلا أنهما حزنا قليلا لخسارة فرصة إنجاب المزيد من الأطفال. اختلط الامتنان بالحزن عند عودتها إلى المنزل، عانقت ليلي أطفالها الصغار بينما كانت في نفس الوقت تشعر بالحزن لأنها لن تنجب مرة أخرى.
ومع ذلك، قررا أن يتمتعا بكل لحظة من نعمة الأبوة والأمومة التي وهبت لهما، مع التركيز على تربية توأمهما ميا وإيليا بكل حب وتقدير في كل لحظة من حياتهم.